موضوع: استغفار داود ........... الثلاثاء أغسطس 02, 2011 5:18 pm
ونمضي مع دعاء الأنبياء فنقف مع داود عليه السلام الذي كان دعاؤه استغفاراً لربه مما وقع فيه من خطأ حين حكم بين الخصمين اللذين تسورا عليه المحراب فيما قصه القرآن في سورة ص. قال تعالى: “وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخرَّ راكعاً وأناب” (سورة ص، الآية: 24). وفتناه: بمعنى ابتليناه وامتحناه وغفر له ربه وتاب عليه وقرّبه إليه، قال تعالى: “فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب” (سورة ص، الآية: 25). وبالفعل آتاه الله الملك والنبوة.
ويلاحظ أن استغفار داود عليه السلام جاء مقروناً بالركوع “وخرَّ راكعاً وأناب”، وفي هذا إرشاد لنا بأن الدعاء والاستغفار في حالتي الركوع والسجود يكون مستجاباً. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء، فقمن أن يستجاب لكم” رواه مسلم في صحيحه. وفي حديث آخر: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد”.
ويستحب كما روي أن يقال في سجود التلاوة: اللهم اجعلها لي عندك ذخراً، وأعظم لي بها أجراً وضع عني بها وزراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من داود عليه السلام. وأثر عن نبي الله داود أنه كان يسأل الله أن يجعله محبوباً إليه، وأن يوفقه للعمل الذي يحبه، وأن يجعل حبه أحب إليه من كل شيء. عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كان من دعاء داود عليه السلام: اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إليّ من نفسي وأهلي ومن الماء البارد” قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود يحدث عنه يقول: كان أعبد البشر.